التمر في الثقافة السعودية واحتلاله مكانة خاصة في قلوبهم

10 أبريل 2025
Alaa

يعد التمر في الثقافة السعودية من أبرز ما تشتهر به المملكة منذ زمن بعيد، فهو رمز ثقافي يعكس التراث السعودي. ليس فقط على المستوى الثقافي؛ بل تحتل السعودية أيضًا المرتبة الأولى في إنتاج التمور عالميًا، بما يبلغ حوالي 1.5 مليون طن سنويًا. لذا سنأخذ نظرة في هذا المقال على تاريخ التمور في السعودية وعادات السعوديين مع التمر والمزيد.


التمر في الثقافة السعودية

التمر في الثقافة السعودية لا تقتصر على كونها فاكهة أو طعام صحي، بل هي جزءً من الهوية الوطنية السعودية منذ آلاف السنين، ويعد رمزًا وطنيًا لها حتى أنه جزءً من الشعار الرئيسي للملكة. يتخذ السعوديون التمر عنصرًا رئيسيًا للضيافة والكرم والشفاء من أي داء، كما أن التمر أيضًا يرتبط لديهم بالمناسبات الدينية، مثل شهر رمضان الكريم. البيئة الطبيعية التي وهبها الله للسعودية بجانب الظروف المثالية جعلت التمر الموجود بها مختلف عن أي مكان آخر في العالم جعلت السعوديون يقدرون هذه النعمة، حيث تحتضن المملكة أكثر من 33 مليون نخلة وما يزيد عن 123 ألف حيازة زراعية تنتج أكثر من 1.5 مليون طن من التمور كل عام.

يستفيد أهل المملكة من التمور في قطاعات مختلفة، لذلك يعد عنصرًا بارزًا في نمو اقتصادها. حيث يدخل في العديد من الصناعات الغذائية والمنتجات الطبية والتجميلية حتى مواد البناء، وفي عام 2021 احتلت السعودية المرتبة الأولى عالميًا في صادرات التمور حيث بلغت قيمة صادراتها في هذا العام حوالي 1.215 مليار ريال.


التمر والمناسبات

نظرًا لتقدير السعوديين التمر في الثقافة السعودية، تقوم السعودية بتنظيم العديد من المهرجانات لدعم زراعة النخيل وزيادة إنتاج التمور في المملكة والافتخار بجودة إنتاجها أمام العالم كله، ومن أبرزها:

  • معرض عالم التمور الذي يتم فيه العديد من الفعاليات الترفيهية والتي يحبها الصغار والكبار مثل الاستكشاف والتذوق.
  • مهرجان بريدة للتمور بالقصيم وهو من أكبر أسواق التمور على مستوى العالم حيث يعرض أنواعًا مختلفة من التمور.
  • مهرجان المدينة المنورة الدولي للتمور الذي يهدف استعراض مدى جودة تمور المدينة المنورة، وهي التي أوصى بتناولها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثل العجوة والصقعي والمجدول. يوجد في هذا المهرجان أنشطة مختلفة مثل المزادات اليومية والبيع بالتجزئة وغيرها الكثير من الفاعليات والأنشطة.

تهدف كل هذه المهرجانات إلى الافتخار بالإنتاج السعودي للتمور ودعم زراعته والعمل به محليا وعالميًا، ومن مظاهر الاهتمام بإنتاج التمور أيضًا في السعودية:

  • وجود مراكز الأبحاث المتخصصة فقط في تطوير زراعة النخيل، مثل مركز أبحاث النخيل والتمور في الأحساء، مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل، المركز الوطني للنخيل والتمور بالرياض، ويهدف جميعهم إلى إجراء البحوث العلمية للمساهمة في تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور وتحسين جودتها.

عادات السعوديين مع التمر

يحتل التمر مكانة كبيرة لدى السعوديين، ويتضح هذا جليًا في عاداتهم التي تتضمن أغلبها وجود التمر، مثل:

  • من بين عادات السعوديين مع التمر وأبرزها هي إهداؤهم للتمر وخصوصًا في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان الكريم حيث يعتبرن هذه الفاكهة اللذيذة والمفيدة صحيًا هي رمزًا للمحبة والترحيب بشهر رمضان. تعرف على أفضل أنواع التمور لشهر رمضان : دليلك لاختيار التمر المثالي للإفطار والسحور.
  • لا يقتصر وجود التمر على شهر رمضان فقط، بل يرتبط أيضًا بالعيد والشعور ببهجته، حيث يتم استخدام التمر في إعداد حلويات العيد المميزة مثل المعمول بالتمر الذي يحبه الجميع. مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، التي يعد التمر جزءً أساسيًا من الاحتفال بها ويتم توزيعها على الأقارب والأصدقاء تعبيرًا عن الفرحة.
  • يتم تقديم التمر في مع القهوة العربية للضيوف في التجمعات والمناسبات المختلفة، وغالبًا ما يكون به حشوات شهية من المكسرات لتعزيز الطعم والعناصر الغذائية.
  • يرتبط التمر أيضًا بالاحتفالات المختلفة مثل حفلات الزواج أو الخطبة كمظهر من مظاهر الفرح.

التمر في الضيافة السعودية

يشتهر السعوديون بكرم الضيافة والسخاء وتقديم أطيب وأشهى الأطعمة للضيوف، لذا يعد التمر في الضيافة السعودية من أبرز مظاهر السخاء والكرم. فمن الصعب أن تجد بيتًا في المملكة يخلو من التمر حتى يكونوا أهل البيت مستعدين في أي وقت لاستقبال الضيوف. يتم تقديم التمر منفردًا أو مع القهوة وهذه الطريقة من وسائل الترحيب بالضيوف المتأصلة في الشعب السعودي منذ آلاف السنين.

ولأن التمر في الثقافة السعودية من أهم ما يميزها، تركز عادات الضيافة لديهم على عكس هذه الثقافة وما يشتهر به السعوديين من أصول الكرم والسخاء وتقديم أشهى المأكولات والأطعمة من قبل حتى أن يتم سؤال الضيوف عن تفضيلاتهم.

تاريخ التمور في السعودية

تنبع المكانة الخاصة لـ التمر في الثقافة السعودية من كونه غذاءً مباركًا وأهميته في الإسلام ووصية الرسول به في عدة مواضع من الأحاديث، والقرآن الكريم أيضًا حيث تم ذكره في آيات قرآنية مختلفة، مثل سورة مريم عندما أمرها الله -سبحانه وتعالى- بتناول التمر عند ولادتها لعيسى عليه السلام:

"وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" (سورة مريم، آية 25). مما يشير لمدى أهمية التمر والقيمة الغذائية العالية الموجودة به، وخصوصًا للنساء بعد الولادة ومدهم بالصحة والطاقة. وكذلك ذكر التمور عدة مرات في السنة النبوية، حيث أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم - العديد من المرات بتناول التمر، وبالتحديد عند الإفطار وفي شهر رمضان، حيث قال: "من وجد تمراً فليفطر عليه، فإن لم يجد فعلى الماء، فإنه طهور" (رواه أبو داود).


تستمر السعودية في تعزيز مكانتها كواحدة من أهم منتجي التمر والذي ينعكس هذا على أهمية التمر في الثقافة السعودية، فهي ليست مجرد غذاء؛ بل هي جزء من التراث والهوية السعودية التي ترسخها السنة النبوية والقرآن الكريم.


الأسئلة الشائعة

ما هي أبرز أماكن التمور في السعودية؟

يوجد العديد من الأماكن التي تشتهر بالتمر الفاخر مثل مناطق مثل الأحساء والمدينة المنورة والقصيم المعروفين بمزارع النخيل الواسعة والجودة العالية للتمور. إذا كنت ترغب في الحصول على أجود التمور بأنواعها المختلفة، يمكنك أن تجدها بسهولة في متجر اقدع بأسعار تنافسية. 

هل للتمور أنواع؟

يوجد العديد من الأنواع، منها التمر المجدل وهو الأكثر شيوعًا، وهو بيضاوي الشكل وحجمه كبير، يتميز بحلاوة طبيعية ونكهة مميزة. يوجد أيضًا التمر السكري ذات الحجم الصغير والقوام الطري، والتمر العجوة ذات اللون البني الداكن والحجم الكبير، ويوجد أنواعًا أخرى متعددة.

ما هي فوائد التمر؟

يعد التمر غذاء متكاملا يحمل العديد من الفوائد الصحية التي يحتاجها الجسم، يحتوي التمر على السكريات الطبيعية الذي يمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها، والفيتامينات والمعادن كالمغنسيوم و تعرف على مكانة التمر في الثقافة السعودية، من رمزيته التراثية إلى دوره في الضيافة والإنتاج. اكتشف لماذا يحتل التمر موقعاً خاصاً في قلب كل سعودي.البوتاسيوم وكذلك الألياف الغذائية التي تساعد على تحسين عملية الهضم وحركة الأمعاء. لذلك أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتناوله بشكل مستمر.